غير مصنف

كل يوم صحابي ولكل انسان يومه المحتوم

كل يوم صحابي ولكل انسان يومه المحتوم

كتب خالد محمد

قامت الصحابة رضوان الله عليهم بتادية رسالة الله تعالي خلفا لرسول الله صلي عليه وسلم.وكان حالُ الصحابة الزهد في هذه الدنيا، فقد ورد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنّه كان يقوم الليل كلّه، وكان يردّد قوله: “يا دنيا غرّي غيري، طلّقتك ثلاثاً”، فكانت نظرتُه للدنيا وزخارفها نظرةً دونية، فالدنيا فانية لا يُغريه ما فيها من المتاع.فقد فَهِم الصحابة معنى الحياة الدنيا، فعلموا أنّها ليست المَوطن، وليست الغايةُ أو الهدف، وإنَّما هي وسيلةٌ للوصول إلى إرضاء الله -تعالى-، وتنفيدِ أوامره، فكان كلُّ عملٍ يقومون به في هذه الدنيا ما هو إلا رغبةً في نيل رضى الله -عز وجل-، فكسبهم للمال و زواجهم وجهادهم وعمارتهم للأرض و غير ذلك كانت من أجل تطبيق ما أمر الله به.وكانت حياتهم كلُّها طاعةً لله، فالدنيا لا تساوي عند الله شيئاً، لذلك لا يتشاحن الناس من أجلها، وفي ذات الوقت لا يجوز تركُها كلّياً، فعِمَارتُها طاعةً لله وهي الممرُّ، إذ أنَّ الدنيا هي الطريق الموصل إلى الآخرة.وكان الصحابةُ الكرام على حذرٍ دائمٍ من الاغترار بالدنيا ومتاعها، ومما يُذكر في ذلك: قصةُ عزل خالد بن الوليد، فقد رأى عمر بن الخطاب أنَّ بعض المسلمين بدأوا يحسّون أن النصر بسبب وجود خالد بن الوليد؛ لانتصاراته المتتالية التي حقّقها، وجَني الغنائم الكثيرة، فتغيّر حال المسلمين بذلك، فكان همَّ عمر الأكبر الحفاظ على عقيدة المسلمين، لإثباتِ أنَّ النصر من عند الله حتى لو لم يكن خالدٌ على رأسِ الجيوش.فكانت القضية قضية دنيا وآخرة، لا من أجِلِ المصالحَ الشخصية، فنُقلت الخلافة إلى أبي عبيدة بن الجراح، وعندما وصل الخبر إلى أبي عبيدة لم يُعلن عن هذا الأمر، لعدم رغبته في أن يكون زعيماً، فبقي الأمر على ما هو عليه إلى انتهاء المعركة بقيادة خالد بن الوليد، ووصل الخبر إلى خالد بن الوليد، فلم يعترض على أمر خليفة المسلمين، وهذا يدلُّ على تواضعه وحُسن خُلقه، فقال أبو عبيدة مخاطباً خالد بن وليد: وما سلطان الدنيا أريد، وما للدنيا أعمل، وكلُّنا في الله أخوة، وخَطَب بالناس خطبةً يَمدح فيها خالدًا رضي الله عنه، فهو صاحب لَقَب(سيف الله المسلول).فالانسان في هذه الايام غارقا في متاع الحياة الدنيا ونسي ماكلف به فلذلك كثرت المصائب والكوارث.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!